آماليول مين ليباييفا: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي إحياء التاريخ المنسي للكازاخ

“`html

الفن والذكاء الاصطناعي: آماليول مين ليباييفا تعيد إحياء التاريخ المنسي

في عالم يتشابك فيه الفن والذكاء الاصطناعي بسرعة، مُعيدًا تشكيل الحدود الإبداعية، تبرز الفنانة آماليول مين ليباييفا كصوت فريد يجمع بين البصيرة التاريخية والنقد العميق. مين ليباييفا، المصورة البارزة والفنانة متعددة الوسائط، لا تستخدم الذكاء الاصطناعي كمجرد أعجوبة تكنولوجية، بل كأداة قوية لكشف وإعادة بناء وإحياء السرديات التي طمستها الرقابة والقمع السياسي ومحو الثقافة. أعمالها هي استكشاف مقنع لكيفية تحدي الأدوات الرقمية لروايات التاريخ السائدة وعكس التحيزات الكامنة لدى منشئيها، مقدمةً منظورًا فريدًا لقوة التكنولوجيا في الحفاظ على التجربة الإنسانية.

رحلة مين ليباييفا الفنية متجذرة بعمق في التاريخ المؤلم للرُحّل الكازاخ، وهو تراث تم اضطرابه بشدة بفعل التجميع السوفيتي وما صاحبه من فرض تكنولوجي. يقدم فنها سردًا مضادًا قويًا، محولًا الذكاء الاصطناعي إلى عدسة لفحص ومقاومة القوى التي تسعى للسيطرة على الذاكرة والهوية. يتعمق هذا المقال في نهج مين ليباييفا المبتكر، مستكشفًا كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستعادة التاريخ الأصيل وإضفاء معنى إنساني عميق على التكنولوجيا.

آماليول مين ليباييفا: مزج رؤيوي بين التقليد والتكنولوجيا

آماليول مين ليباييفا، المولودة في كازاخستان والتي تدربت ضمن النظام الفني السوفيتي، تقدم منظورًا فريدًا متعدد التخصصات لممارستها. وضع تعليمها المبكر في المنسوجات الشعبية والحداثة الروسية الأساس لأعمالها الهجينة والطبقية المميزة. لعقود، كانت وسائطها الأساسية هي التصوير الفوتوغرافي وتركيبات الفيديو متعددة القنوات، والتي استكشفت من خلالها باستمرار موضوعات محو التاريخ، وبقاء الثقافة، والصدمات البيئية في آسيا الوسطى. إنها تفحص بشكل نقدي التأثيرات الدائمة للحكم السوفيتي، من التدهور البيئي إلى قمع تاريخ السكان الأصليين وتاريخ الرُحّل.

منذ عام 2022، وسعت مين ليباييفا قاموسها الفني بشكل كبير ليشمل الذكاء الاصطناعي. يمثل هذا التطور المحوري فصلًا جديدًا في مشاركتها الطويلة الأمد في هذه الموضوعات النقدية. بالنسبة لمين ليباييفا، الذكاء الاصطناعي ليس أداة محايدة بل هو مجال مليء بديناميكيات القوة والأسس الأيديولوجية. إنها تراه وسيلة لمواجهة وإحياء القصص التي طمستها الإمبراطوريات وروايات الدولة بشكل متعمد. يقف عملها شاهدًا على دور الفنان في تحدي الحتمية التكنولوجية وتضمين السرديات البشرية في العمليات الخوارزمية.

جذور الفنانة ومؤثراتها

خلفية مين ليباييفا حاسمة لفهم دوافعها الفنية. نشأت في دولة ما بعد الاتحاد السوفيتي ذات التراث البدوي الغني، وشهدت بشكل مباشر التأثير العميق للمراجعة التاريخية والقمع الثقافي. يسلط تركيزها على المنسوجات الشعبية الضوء على الارتباط بالمعرفة الآبائية والحرف التقليدية، والتي تقارنها ببراعة مع أحدث التقنيات الرقمية. يخلق هذا المزيج حوارًا قويًا بين الماضي والحاضر، والتقاليد والابتكار، مما يسمح لها بمعالجة قضايا الهوية والذاكرة والمقاومة المعقدة بطريقة فريدة حقًا.

“مادة ما بعد الإنسانية: خريطة إعادة تصورات الترحال #3” – نسج حقائق بديلة

أحد أبرز تركيبات مين ليباييفا واسعة النطاق، مادة ما بعد الإنسانية: خريطة إعادة تصورات الترحال #3، تجسد مزيجها المبتكر من الحرفية والترميز. تم الكشف عن هذا العمل في بينالي هامبورغ للفن الرقمي والغامر VRHAM!، وهو جزء من سلسلتها المستمرة “المنسوجات السيبرانية” التي تعيد تصور رسم خرائط آسيا الوسطى.

يتميز التركيب بشاشات فيديو تتوهج بهدوء من الأرض، وتعرض لقطات متكررة لمناظر طبيعية مؤثرة مثل البحيرات المالحة، وقرى السهوب، ومواقع التجارب النووية المتداعية. معلق فوق هذه الشاشات توجد خريطة نسيج منسوجة يدويًا بدقة، صاغها حرفيون في كازاخستان. يصور هذا النسيج 12 موقعًا مهمًا عبر كازاخستان والمنطقة المحيطة بها، كل منها يتوافق مع أحد مقاطع الفيديو الوامضة أدناه. يخلق التآزر البصري بين النسيج الملموس والإسقاطات الرقمية العابرة تجربة متعددة الحواس تربط بين أبعاد زمنية ومادية مختلفة.

جغرافيا جديدة لآسيا الوسطى

في هذا العمل، تُعد مقاطع الفيديو مزيجًا مقنعًا من اللقطات الوثائقية التي التقطتها مين ليباييفا والمحتوى المُعزز بالذكاء الاصطناعي. يضفي دمج الذكاء الاصطناعي الحياة على هذه المواقع، مما يُضفي عليها تاريخًا وتقاليدًا مفقودة، وبالتالي يقترح مستقبلًا بديلاً. هذه العملية ليست مجرد توليد صور، بل هي نسج لروايات تتضمن عناصر غالبًا ما تُستبعد من السجلات الرسمية:

  • طقوس نسوية: استعادة أدوار المرأة واحتفالاتها.
  • تقاليد رواية القصص البدوية: إعادة ترسيخ التاريخ الشفهي وحكمة أسلافها في الترحال.
  • همسات اللغات المهددة بالانقراض: منح صوت للتراث اللغوي على وشك الانقراض.

من خلال مزج المنسوجات المصنوعة يدويًا مع الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تُنشئ مين ليباييفا حوارًا بين الحرفي والخوارزمي. ترسي الخريطة المادية المشاهد في واقع ملموس، بينما تُسقط مقاطع الفيديو الديناميكية للذكاء الاصطناعي تاريخًا متخيلًا ومستقبلًا محتملًا على هذا الأساس. يسلط هذا النهج الضوء على إيمانها بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون بمثابة قناة لاستكشاف الحالة الإنسانية، بشرط أن يُوجه بمدخلات بشرية متعمدة ونقدية.

“الواقعية بالذكاء الاصطناعي: جانتار 2022” – مناظر طبيعية ذاكرة اصطناعية للصدمات النفسية

يُعد مشروع مين ليباييفا الأول الذي يدمج الذكاء الاصطناعي، الواقعية بالذكاء الاصطناعي: جانتار 2022، شهادة قوية على استخدامها للتكنولوجيا لبناء روايات مضادة فعالة. تم إنشاء هذا المشروع استجابة مباشرة لاحتجاجات يناير الدموي في كازاخستان عام 2022، وهي مظاهرات جماعية قمعتها الدولة بعنف وخضعت لاحقًا لرقابة واسعة في وسائل الإعلام الوطنية. خلال هذه الفترة الحرجة، فرضت الحكومة الكازاخية حظرًا شبه كامل على الإنترنت، مما أدى إلى غرق البلاد في فراغ معلوماتي.

في مواجهة هذه العوائق المتعمدة للمعلومات، شرعت مين ليباييفا في مسعى فني فريد. بدأت في جمع قصص متعلقة بالاحتجاجات من الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي، واستخراج الكلمات الرئيسية بدقة باللغتين الكازاخية والروسية. والأهم من ذلك، أنها جمعت أيضًا رسائل صوتية أُرسلت عبر خطوط الهاتف الثابتة والشبكات المتنقلة، مما أتاح التقاط روايات خام وغير مفلترة للأحداث. أصبحت هذه الشظايا من الكلام الحقيقي، المُشبّعة بمشاعر وإلحاح اللحظة، هي المادة الخام الأساسية لـ الواقعية بالذكاء الاصطناعي: جانتار 2022.

توليد صور من الصوت والنص

بالعمل مع نماذج تحويل النص إلى صور والصوت إلى صور، بشكل أساسي من خلال Google Colab، حولت مين ليباييفا هذه القصص التي تم جمعها من الجمهور إلى سلسلة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي والمؤثرة. العمل الفني الناتج، المُقدم كفيديو مدته 24 دقيقة ومجموعة من اللقطات الثابتة، غير خطي وعاطفي بشكل متعمد. تعكس طبيعته المجزأة التجربة المجزأة للصدمات النفسية والمحو المتعمد لهذه الأحداث من الذاكرة الجماعية. تقول مين ليباييفا: “كنت أعلم أن الظروف، والأحداث، سيتم نسيانها أو محوها عمدًا”. “في هذا العمل، كلمات الناس هي المادة الرئيسية. لهذا السبب يسمى المشروع بالواقعية بالذكاء الاصطناعي.”

الصورة البحث والمصادرة. تاريخ قيرات سلطانبيك. يناير الكازاخي (2022)، وهي جزء من هذه السلسلة، هي مثال رئيسي على قوة العمل المقلقة. تصور فوضى من الأسطح الملطخة بالدماء والأجساد المجزأة، ومع ذلك تقاوم التفسير المباشر. لا يوجد تسلسل واضح للأحداث، ولا أبطال أو أشرار واضحون، مما يعكس الطبيعة المربكة للعنف والقمع الحكومي. تشير مين ليباييفا: “لآلات الذكاء الاصطناعي حدود كبيرة، لكن أخطاء النظام أحيانًا تُنتج نتائج مثيرة للاهتمام”. في الواقعية بالذكاء الاصطناعي: جانتار 2022، تُعد هذه الأخطاء الرقمية استعارات قوية للانقطاعات في التاريخ نفسه: المحو، والصمت، والتشويهات التي يفرضها العنف الحكومي والتي تُفاقمها المنصات القائمة على البيانات.

التنقل في مشهد الذكاء الاصطناعي: الأدوات، التحيز، والفاعلية البشرية

مشاركة مين ليباييفا في الذكاء الاصطناعي متطورة ونقدية للغاية. غالبًا ما تبدأ عمليتها الإبداعية في المجال التناظري، باستخدام صورها الفوتوغرافية الخاصة، أو لقطات الفيديو، أو حتى زخارف مطرزة مُستمدة من أجيال سابقة. ثم يتم تحويل هذه المواد التأسيسية رقميًا باستخدام مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك Stable Diffusion و Midjourney و Perplexity لتوليد الصور. بالنسبة لأعمالها المتعلقة بالفيديو، فإنها تستخدم أدوات مثل Deforum و Runway و Kaiber AI.

نهج نقدي لمنصات الذكاء الاصطناعي

اختيارها لمنصات الذكاء الاصطناعي ليس اعتباطيًا؛ إنها عملية دقيقة مدفوعة بالنية الفنية والوعي الشديد بقدرات وقيود كل أداة. “مرحلتي الأولى هي إيجاد المطالبة الصحيحة. ثم أختار المنصة الأكثر ملاءمة بناءً على مدى أدائها لتلك الفكرة المحددة. كل منصة لها نقاط قوتها وقيودها وتحيزاتها الخاصة، لذلك أُكيّف نهجي وفقًا لذلك”، كما توضح. يؤكد هذا النهج العملي ولكنه النقدي فهمها أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قوته، ليس معصومًا من الخطأ أو محايدًا.

بينما يحتفل الكثيرون بإمكانيات الذكاء الاصطناعي في دمقرطة الإبداع، تحتفظ مين ليباييفا بتشكك صحي. تحذر من أن “الذكاء الاصطناعي أداة معقدة لها إمكانيات ديمقراطية ومخاطر تعزيز هياكل هرمية جديدة”، مشيرة إلى أن “أنظمة الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تُسيطر عليها شركات كبيرة، مما يؤثر على الوصول والسلطة”. يُسلط هذا الملاحظة الثاقبة الضوء على الهياكل الاقتصادية والسياسية التي تدعم تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تُكرر عن غير قصد عدم المساواة القائمة أو تخلق عدم مساواة جديدة.

على الرغم من هذه التحفظات، اختارت مين ليباييفا الانخراط في الذكاء الاصطناعي لأنها تُدرك قدرته كـ “مرآة مشوهة”. تفترض أن الذكاء الاصطناعي لا يُنشئ شيئًا جديدًا حقًا، بل يُعيد تكوين ما تُمكنه بيانات التدريب الخاصة به. من خلال إدخال صورها الخاصة، والأساطير الشخصية، والأرشيفات التاريخية عمدًا في عمليات الذكاء الاصطناعي، تُنسق حوارًا عميقًا بين الأنظمة الخوارزمية والتاريخ البشري. تقول: “يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة ومرآة مشوهة، تعكس الرموز الخفية والتفضيلات والقيود لمنشئيها: البيانات والثقافة والسلطة”. “أنا أتفاعل بوعي مع هذه التحيزات، مُضمّنةً أساطيري الشخصية في العملية.” تسمح لها هذه الطريقة بإحباط الخوارزميات، مما يجعلها تعكس التحيزات المُضمنة في مجموعات بياناتها وتُحقق فيها، بدلاً من مجرد تكرارها.

“إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي” – ضرورة الفنانة

يختلف تعريف آماليول مين ليباييفا لـ “إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي” بشكل كبير عن الفكرة الشائعة لتعليم الآلات محاكاة التعاطف أو الذكاء البشري. بالنسبة لها، فإن إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بجعل الآلات أكثر شبهاً بالبشر؛ بل يتعلق بإدخال قصص إنسانية عميقة وذكريات وأعمال مقاومة في إطارها المنطقي البارد. يتعلق الأمر بتحدي الروايات ومجموعات البيانات السائدة التي غالبًا ما تُكرر هياكل السلطة القائمة والمحو. في ممارستها الفنية، يُصبح الذكاء الاصطناعي أداة ثورية لاستعادة ما رفضت الأرشيفات الحكومية وكتب التاريخ الرسمية ووسائل الإعلام السائدة الحفاظ عليه أو الاعتراف به عمدًا.

تجادل أعمالها ضمنيًا بأن مسؤولية ضمان خدمة الذكاء الاصطناعي للمصالح الأوسع للبشرية لا تقع فقط على عاتق المبرمجين أو المهندسين، بل تقع بشكل أساسي على عاتق الفنانين. الفنانون، بقدرتهم الفريدة على البحث النقدي والتعبير العاطفي وبناء السرد، يتمتعون بمكانة فريدة لفحص تحيزات الذكاء الاصطناعي وتشكيل مخرجاته بطرق تعكس تجربة بشرية أكثر تنوعًا وتعقيدًا. تؤكد: “لهذا السبب، كفنانة، أحاول ألا أطيع هذا المنطق، بل أن أُحوّله. إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي ليس مهمة المبرمجين، بل هي مهمة الفنانين”.

تضمين المقاومة في الخوارزميات

من خلال دمج أساطيرها الشخصية وذاكرتها الثقافية وروايات المضطهدين عمدًا في أنظمة الذكاء الاصطناعي، تُظهر مين ليباييفا كيف يمكن للفن أن يعمل كشكل من أشكال النشاط الرقمي. إنها تدفع ضد فكرة الذكاء الاصطناعي كمحكم موضوعي أو محايد للواقع، بل تُسلط الضوء على قدرته على التشكيل حسب النية البشرية، حتى عندما تكون تلك النية مُعطلة أو مُعارضة للهيمنة. لهذا النهج آثار عميقة على مستقبل الذكاء الاصطناعي الإبداعي:

  • تحدي تحيز البيانات: يكشف عملها كيف يمكن أن تُكرر التحيزات الحالية في بيانات التدريب الصور النمطية الضارة والإغفالات التاريخية، بينما تُظهر في الوقت نفسه كيف يمكن للفنانين إدخال بيانات بديلة لمواجهة ذلك.
  • دمقرطة رواية القصص: من خلال السماح للأصوات المهمشة والتاريخ المُرقب بالظهور من خلال الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تُقدم نموذجًا لدمقرطة الوصول إلى إنشاء ونشر السرد.
  • إعادة تعريف الفاعلية الفنية: تُعيد مين ليباييفا تعريف دور الفنان في عصر الذكاء الاصطناعي، متجاوزةً مُجرد مُستخدم للأداة لتُصبح مهندسًا مفاهيميًا يُوجه ويُنتقد العمليات الخوارزمية.

في جوهرها، يُعد عمل مين ليباييفا تذكيرًا قويًا بأن التكنولوجيا، مهما بلغت من تطور، تبقى انعكاسًا للاختيارات والقيم البشرية. من خلال فنها، تُجبرنا على النظر إلى ما وراء سطح الذكاء الاصطناعي، لفهم آلياته الأساسية، وللتفاعل بشكل نقدي مع إمكانياته في إدامة أو تفكيك هياكل السلطة القائمة. إن التزامها باستخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة للاستعادة التاريخية والثقافية يُقدم رؤية مُلحة لمستقبل يمكن فيه للتكنولوجيا أن تكون حقًا حليفًا قويًا في السعي وراء الحقيقة والذاكرة.

خاتمة

تقف آماليول مين ليباييفا كشخصية رائدة في طليعة الفن والذكاء الاصطناعي. مشاركتها العميقة في الذكاء الاصطناعي تتجاوز مُجرد التجريب التكنولوجي؛ إنها ممارسة فنية مدروسة بعناية، أخلاقية، ومُشحونة سياسيًا، تهدف إلى الاستعادة التاريخية والمقاومة الثقافية. من خلال نسج خيوط التقاليد القديمة مع أحدث الابتكارات الرقمية، تُنشئ سرديات مضادة قوية تتحدى الرقابة الحكومية والتحيز الخوارزمي.

من خلال تركيبات مثل مادة ما بعد الإنسانية: خريطة إعادة تصورات الترحال #3 وأعمال مؤثرة مثل الواقعية بالذكاء الاصطناعي: جانتار 2022، لا تُسلط مين ليباييفا الضوء على التاريخ الممحو فحسب، بل تُحفز أيضًا على التفكير النقدي حول التقنيات التي تُشكل عالمنا. إن رؤيتها الفريدة لـ “إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي” – من خلال تضمين القصص البشرية والذكريات وأعمال المقاومة في منطقها الأساسي – تُقدم نموذجًا قويًا لكيفية استعادة الفنانين للفاعلية في مشهد يتزايد آليته. في عالم يتعامل مع التأثير المُنتشر للذكاء الاصطناعي، يُذكرنا فن مين ليباييفا بأن الإبداع البشري والوعي النقدي وضرورة التذكر تظل القوى الأكثر فعالية في تشكيل مستقبل أكثر صدقًا وشمولاً.

“`

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *